الأربعاء، 7 مايو 2014

الرغبة في التعلم


الرغبة في التعلم لدى المتعلمين من العوامل الاساسية لإنجاح العملية التعليمية ، وتسبق بقية العوامل الاخرى وفي مقدمتها أساليب التعلم. والرغبة في التعلم هي الفضول الذي يدفع المتعلم الى الاغتراف من مناهل العلم والمعرفة برغبة ذاتية لاكتشاف ما حوله من العلوم والمعارف.


وللأسف فإن ما يُبذر مبكراً في ذهن الطفل هو واجب التعلم من أجل الشهادة ، والعمل في المستقبل البعيد ، وليس بهدف تنمية ثقافته ومعارفه اللذين هما الأساس في بناء شخصيته. وحين يصطدم هذا الطفل بعد سنين في أثناء مرحلة مراهقته وهو في المرحلة المتوسطة أو الثانوية بواقع انتشار البطالة بين الخريجين ، أو بصعوبة امتلاك مقعد في كلية أو معهد ، فإنه يفقد تلك الجذوة التي تشده إلى التعلم.
إن طرقنا التقليدية في التربية والتعليم لا تعزز الرغبة في التعلم ، بل أحياناً تساهم في إطفائها. والملل وضيق الصدر الذي ينتاب أعداداً كبيرة من التلاميذ والطلبة في مؤسساتنا التربوية والتعليمية ظاهرة لا يمكننا نكرانها ، والسبب فشلنا في جعل الاندفاع إلى المعرفة والعلم جزءاً من التكوين الأساسي لأفراد المجتمع.
لابد من القول أن توسيع وتعميق الرغبة في التعلم لا يتأتى من الاكتفاء بتقديم النصائح والإرشادات وإطلاق الحكم والأقوال المأثورة التي تحض على التعلم على الرغم من أهمية ذلك. بل يتأتى من خلق بيئة علمية صحيّة ، تربط العملية التعليمية بوسائل التقنية الحديثة من جانب ، وتغذي شخصية الإنسان بحب العلم وتزرع فيه القيم الداعمة للتعلم والمعرفة من جانب آخر ، ولا شك أنّ هذا يحتاج إحداث تغيير إستراتيجي في البنية التعليمية.
  
المشرف التربوي
بداح بن دسمان السبيعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق